قد لايختلف اثنان على أهمية وجود النقابات كمكون أساسي من مكونات المجتمع المدني, وكذلك العمل النقابي بالنسبة للموظفين عموما و العاملين
بقطاع التربية والتعليم على وجه الخصوص.فإلى أي حد تلعب النقابات التعليمية بمختلف تلويناتها دورها الحقيقي في استرداد حقوق رجال التربية والتعليم ؟وهل تلعب دورها الجوهري في تأطير... هذه الشريحة من الموظفين و من تم تعريفها بكافة حقوقها وواجباتها ؟هذه الأسئلة وغيرها هي ما ساتناوله في هذه الورقةالمقتضبة.
بداية لابد من التاكيد على أن للعمل النقابي أهمية بالغة بالنسبة لكل منتسب لموظفي قطاع التربية ,لأن رجل التربية والتعليم مهما كانت مهمته تربوية أو ادارية لابد له من اطار يدافع عن حقوقه في حالة شطط الإدارة وتعسفها, وبالمقابل يعرفه بواجباته حتى لايخل بها , لأننا غالبا ما نتحدث عن الحقوق وننسى أونتناسى أن علينا واجبات مطالبين بالقيام بها بنفس درجة حرصنا على الحقوق, من هنا نخلص الى أن المحافظة على الحقوق المشروعة لكل رجال التربية والتعليم هو من اهم الواجبات الملقاة عل عاتق النقابة التعليمية , هذا من جانب ومن جانب آخر فهذه التنظيمات مطالبة مبدئيابتأطير هذه الفئة بمختلف شرائحها والعمل على تطوير أدائها والرقي بوعيها خصوصا فيما له علاقة بالمجال الذي تشتغل فيه وذلك من خلال برامج تكوين على مدار السنة وليست فقط مناسباتية .
واذا كان هذا من باب ما ينبغي أن يكون ,ومايتوجب القيام به من دور أوأدوار هي حقا ما يبرر وجود هذه الإطارات النقابية بشتى أطيافها , فإن واقع العمل النقابي اليوم يبقى بعيدا في عموميته عن هذه الصورة التي لايجب البتة أن يتبادر الى أذهاننا أنها مثالية ,ذلك أن كل هذه الأدوار التي تحدثت عنها تبقى في متناول كل نقابة تعليمية تريد حقا أن تمثل موظفي التربيةو التعليم.فكل اطار نقابي يجب أن يدافع عن الحقوق المشروعة لأسرة التعليم كما أشرنا لذلك من قبل, ومن جانب آخر أن يسهم في وعي هذه الشغيلة بواجباتها . وأن تكون له مساهمة واضحة في تكوين هذه الشريحة تكوينا يساعدها عل القيام بكل أدوارها .ولاننسى أن النقابات التعليمية شريك أساسي وحقيقي مع الوزارة الوصية , هذه الأخيرة التي ينبغي عليها أن تفعل هذه الشراكة في اتجاه كل ما يروم تطوير منظومتنا التربوية و تحسين أوضاع عمال القطاع,وفي نفس الوقت يتحتم على كل النقابات التعليمية ومن منطلق نفس الشراكة أيضا أن تكون لها قوة اقتراحية في شتى القضايا والإكراهات التي لها علاقة بالشأن التعليمي . ومن جانب آخر وحتى نكون منصفين فلرجل التربية و التعليم دور لاتقل أهميته بحال من الأحوال في الدفع بالنقابة التعليمية الى لعب أدوارها الحقيقية , وذلك بانخراطه فيها أولا ليس من أجل الحصول على امتيازات أو مكتسبات غير مشروعة , وانما لتكون اطارا يدافع عن حقه المشروع وكذلك لتساعده على أن يلعب دوره التربوي والتعليمي بكل وعي ومسؤولية وكفاءة وبذلك سيساهم من جانبه في بنائها وتجويد أدائها.
تأسيسا على كل ما سبق , تبقى النقابات التعليمية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تقف وقفة تأمل حقيقي من أجل أن تعرف مالها وما عليها وأن تقوم كل اعوجاج يجعلها تبتعد عن أسباب ومبررات وأهداف وجودها. كما أن على كل رجال التربية والتعليم أن يساهموا في تفعيل اطاراتهم النقابية وأن يحولوا دون أي شكل من أشكال الإنحراف والتي قد تنسف العمل النقابي من الداخل