معنى التقويم:
قدر الشيء، قدر ثمنه، وقومه وزنه، وقوم المعلم أداء تلاميذه أي أعطى لعملهم قيمة ووزنا معينا، والتقويم لا يتوقف عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى تحديد المدى الذي وصل إليه تلاميذه، ومدى إفادتهم عن العملية التربية، وما اكتسبوه من مهارات وخبرات لمواجهة المشكلات الحياتية حاضرا أو مستقبلا.
والتقويم في معناه الحديث يتناول الحكم على الشيء المقوم، وذلك بإرجاعه إلى إطار عام من القوى والعلاقات، ومقارنته بغيره. ويلاحظ أن التقويم بهذا المفهوم عملية شاملة تتناول جميع مناحي الحياة المدرسية. ومن الواضح أن الأداة المستخدمة للقياس في التقويم التربوي هي الاختبارات المدرسية، وهي عبارة عن أدوات لتقدير مستويات تحصيلية معينة. وواضح كذلك أن وحدات الاختبار إنما هي مفرداته التي يتكون منها الاختبار. وصلاحية الاختبار هو من صلاحية المفردة. فإذا كانت المفردة صحيحة وتقيس ما نريد قياسه من نواتج التعلم كان الاختبار جيدا وصادقا في قياس ما نريد قياسه.
وقد تناولنا في هذا السند موضوعات إذا ما أحسن فهمها واستخدامه أمكن للمعلمين والأساتذة من إدخال تحسينات ملموسة على عملية تقدير نتائج تلاميذهم، ومن ثم مساعدتهم على تحسين أدائهم. وقد صمم هذا السند لتحديد أفضل السبل والأساليب في بناء الاختبارات التحصيلية (أداة القياس التربوي).
ويتكون السند من نسقين، يتعلق النسق الأول إلى الجانب إلى أنواع مفردات الاختبار ومجالات استخدامها وكيفية بناءها. ومع نماذج من هذه المفردات، أما النسق الثاني فيتناول بعض الأساليب الإحصائية في تحليل مفردات الاختبار من أجل تقويم صلاحيتها.
ونعتقد أن الأستاذ والمعلم سيجد في هذا السند ما يفيده، وإن المعلم والأستاذ المتمرس لا يمكنه التقيد حرفيا بما ورد في السند لكنه قادرا على تكيفيه بما يتلاءم والهدف من الاختبار والمادة التي يدرسها.
فائدة التقويم:
لا داعي للدخول في تعداد الفوائد التي يمكن جنيها من التقويم، فهناك العديد من الأسباب المنطقية التي تجعلنا نقر بأهمية التقويم، على الرغم من أن التقويم وقياس التعلم لا يمكن مطلقا أن يكون دقيقا. باعتبار أن قياس نواتج التعلم تتم بطريقة غير مباشرة، إذ تتم عن طريق رصد المؤشرات الدالة عليه إلا أنه مع ذلك يزودنا بمعلومات مفيدة عن الكفاية والفعالية، ويمكننا من:
قياس كفاية التلاميذ ومقدرتهم.
تحديد تلك الأهداف التي لم تتحقق.
تحديد الترتيب النسبي للقسم على أساس النجاح في تحقيق الكفايات المنتظرة.
تحديد الوضع النسبي لكل تلميذ على أساس الكفايات المنشودة.
مدى ملائمة إستراتيجية المعلم في التدريس.
مدى ملائمة تصميم المقرر الدراسي في تحقيق الكفايات المعبر عنها في المقرر.
ولذلك فإن التقويم والعلامات المدرسية على اختلاف أنواعها تحتل مكانة خاصة بالنسبة لكل من:
المعلمين الذين يقوِّمون.
التلاميذ الذين يقوَّمون
للأهل الذين ينتظرون نتائج أبنائهم.
للإداريين الذين يؤطرون عمليات التعلم في كل مستوياتها.
للمجتمع عموما، باعتبار أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أساسا أوجدها المجتمع ليحافظ على نفسه، ولكي يضمن الاستمرار والتغيير نحو الأفضل.
وبهذا كله يكون التقويم في المجال التربوي- عامة- والمدرسي – خاصة- جزءا من الترسانة التربوية الضخمة.
وتلبي الاختبارات المهنية بالنسبة للمعلم ثلاثة أهداف أساسية:
1- التقويم ومعرفة النتائج:
أبرز علماء النفس - ونجامة سكندر- أن معرفة النتائج من قبل المتعلم تعتبر عاملا إيجابيا في التعلم- وهي إحدى خصائص المنظم الآلي الذي يعلم الفرد فورا عن نتائجه.
2- التقويم المكون:
إنه ليس علامة ولكنه ينبئ التلميذ باستمرار عن نتائجه وعن أخطائه ونوع الخطأ، وعن تلك التي أتقنها، إذ أنه من المفيد تجنب الأخطاء المقترفة وتصحيحها حتى لا تثبت في ذاكرة التلميذ، وبالمقابل تثبت تلك التي أتقنها.
3- التقويم ومستوى التطلع.
وذلك عندما يحدد التلميذ لنفسه هدفا يرمي إلى بلوغه، ويدله التقويم عن مدى تحقق الهدف الذي حدده لنفسه.
الموضوع من مؤلفات المعهد