وحشٌ يلاحقني ، فَكيفَ المَخرَجُ .. ومتى قَناديلُ السَّعادة تُسْرَجُ ؟
وحْشٌ مُخيفٌ ، حينَ أدخُلُ منزلي ..... أَلْقاهُ مُرْتَقِباً ، ولمَّا أخرُجُ
أَنَّى اتجهْتُ رأيتُهُ مُترصِّداً ........... .. يرنو إليَّ بمقلةٍ تتوهَّجُ
في السوقِ يلْقاني بنظرة ِ فاتِكِ ......فيصُدُّ عني كُلَّ ما هو مُبْهِجُ
فإذا وقفتُ ، بدا أمامي واقفاً ........ و إذا درَجْتُ بدَا أمامي يدْرُجُ
يغْتالُ أحلامي ويقتُلُ فرحتي ...... و إليَّ من جبلِ الأسى يَتَدَحْرَجُ
يهذي فأسكُتُ خائفاً مُتوجِّساً ............ ويظلُّ في هذيانِهِ يتَلَجْلَجُ
وحشٌ يلاحقني ، وفي نظراتِهِ ...... ما يقتُلُ الحُلمَ الجميلَ ويُزْعِجُ
ويظَلُّ ينهَشُ كُلَّ شهرٍ رَاتبي . و الرَّاتب المسكين " قرصٌ مُدْمَجُ "
وحشٌ يُشاركني الطَّعامَ فَلُقمَتي ........ بلُعَابهِ من قبل أكلي تُمْزَجُ
حتَى الثِّيابُ ، إذا اكتَسَيْتُ ، اَظُنُّها .... بيديه في دُور الخِياطَةِ تُنسجُ
وحشٌ يُقاسمني الحياةَ ، وما لهُ ..... من رادعٍ وهو العنيف الأهوجُ
كم حاجَةٍ لي في حياتي صَدَّها .......... مُتعمِّداً ، وأنا إِليْها أحْوَجُ
من ذلك الوحش المخيفُ ..... ومالهُ حولي يُرَقِّصُ عُنْفَهُ وَ يُهَمْلِجُ؟!
الكُلُّ يعرفه ويعرفُ أنَّهُ .............. قاسٍ ، لهُ طبعٌ قبيحٌ أعوجُ
" وحشُ الغَلاءِ " أَما رأيتُم أنَّهُ ...... ما زالَ في ليلِ التَّهاوُنِ يُدْلِجُ
يترنَّحُ الفقراءُ منهُ ، وما لهم ......... من حَملَةِ الإعلامِ إلاَّ البهرجُ
أُسَرٌّ تئِنُّ منَ الغلاءِ وتشتكي ......... لكنَّ بابَ العطف عنها مُرْتَجُ
أُسرٌ يُلاحقها عناء معيشةٍ .......... فالبؤسُ فيها و العناءُ مُبَرْمَجُ
تبكي ، وتكتمُ صوتها ، لكنَّهُ .......... ما زالَ صوتاً باكياً يتهدَّجُ
أُسَرٌ تُلاحِقُها الهُمومُ ودرْبُها ..... نحوَ الخلاصِ منَ الأسى ،مُتَعَرِّجُ
إِنِّي أقولُ ، وقد يئستُ منَ الذي ..... عند العباد ، وإِنْ أَجَادَ المُخْرِجُ
يا مَن تعيشونَ الهمومَ ثقيلةً ........ مُدُّوا أكُفًّا للضَّراعَةِ ، والْهَجُوا
خَلُّوا وُجُوهَ الغافلينَ وراءَكُم ........ فالغافلونَ ، خيولهم لا تُسْرَجُ
وتعلَّقوا بالله ، فهوَ ملاذُكم ............ وبعَونِهِ ، كُلُّ الشَّدائدِ تُفرجُ