أثارت موجة الشغب التي تواصلت بعد الهدوء الذي خيم على حي بن يزقن وحي الثنية مناشدة السلطات العليا في البلاد التدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية، تجنب الولاية الفتنة التي أضحت شرارتها واضحة، وتعالت أصوات العقلاء من كل الجهات للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الظفر بالمنطقة لنشوب مشادات طائفية، خاصة وأن المالكية والإباضية متعايشين منذ عقود من الزمن، وحسب مصادر موثوقة فقد وجهت أنظار بعض الوجوه التي قيل أنها تتخفى تحت أقنعة سوداء من أجل إشعال نار الفتنة وإقحام قوات الأمن في متاهات، لتصوب أعين المراقبين الدوليين وأنظار العالم للتشويش على الانتخابات التشريعية. كما اتهم عقلاء المالكية تقصير قوات الأمن في الأيام الأولى وبطئهم في معالجة الوضع قبل أن يتحول إلى مواجهات كبيرة، كما شهدت المنطقة تطويق كلي للحدود المتاخمة بين حي بن يزقن وحي الثنية من طرف قوات الدرك التي طوقت الجبل وقوات الأمن التي طوقت حدود الحيين بعد التعزيزات التي لحقت من مختلف الجهات لوحدات التدخل السريع وقوات مكافحة الشغب، لكن سرعان ما تحول هذا التطويق لمواجهات بين قوات الأمن والمئات من الشبان الذين رشقوهم بالحجارة، ما اضطر لقوات مكافحة الشغب إطلاق الغاز المسيل للدموع الأمر الذي زاد من خروج العشرات من المواطنين من مساكنهم بعد اختناق العديد منهم بهذه الغازات، حيث أدت وقتها المناوشات لإصابة العديد من الشبان وقوات الأمن، ويخيم على المدينة هدوء حذر بعد إحراق عدد من العجلات المطاطية وغلق الطريقة الولائي رقم واحد ما تسبب في شلل كلي للطريق. وتأتي هذه الأعمال بعد مناوشات كلامية بدأت من ثانوية مفدي زكريا، وهو الأمر الذي استثمرت فيه أطرف معروفة لدى الجميع. يذكر أن مواجهات صباح أمس أفضت إلى جرح 40 شخص بجروح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لـ20 من رجال الدرك والشرطة. كما أحرقت سيارة من نوع سيتروين في حي كركار ودراجة نارية كبيرة أمام مفترق الطرق مراكشي وحرق العشرات من العجلات المطاطية .
الكاتب: لحرش عبد الرحيم
السبت, 28 أفريل 2012