رسم الدكتور محمد العربي بدرينة صورة قاتمة عن واقع المنظومة التربوية في الجزائر، خلال ندوة بمركز البحوث الاستراتيجية والأمنية ببن عكنون بالعاصمة،بتاريخ 30 نوفمبر2011 تحت عنوان ''قراءة استراتيجية في المنظومة التربوية الجزائرية''.
قال الدكتور بدرينة، أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائر ومختص في البيداغوجيا، إن الجزائر لا تنفق سوى 155 دولار على التلميذ الواحد، في الوقت الذي تُنفق فيه السعودية مثلا، 2300 دولار، بينما يصل إنفاق اليابان إلى 7000 دولار لكل تلميذ. مضيفا أن تجهيز المؤسّسات التربوية الجزائرية ''غير كاف'' لضمان تكوين متوسّط للمتمدرسين.
وانتقد المتحدّث المناهج الدراسية المعتمدة في المناهج، قائلا إنها ضعيفة من حيث الكم والنوع.
وأوضح أن الحجم الساعي العالمي للدراسة يتراوح بين 880 و1100 ساعة سنويا، بينما لا يتجاوز في الجزائر 127 ساعة. مع العلم أن هذا الكم تقابله نوعية ''هزيلة''، على حد تعبيره. مضيفا أن هدف المعلّم هو إنهاء برنامجه في الوقت المحدّد لا غير.
وأشار في هذا السياق، إلى مشكلة اكتظاظ الأقسام، حيث يصل المعدّل في الجزائر إلى أستاذ لكل 60 تلميذا، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه المعدّل العالمي أستاذا لكل 20 تلميذا. كما انتقد الدكتور بدرينة ارتكاز التعليم على الجانب النظري، قائلا إن المنظومة التربوية تتعامل مع المتعلّم على أنه متلقّ سلبي. وأضاف أن هذه الطريقة أثبتت فشلها، ''لأن التعليم عن طريق الممارسة أبقى أثرا''.
وأشار بدرينة إلى جملة من التحدّيات التي تواجه المنظومة التربوية، وأهمّها تراجع تعلّم اللغات بما فيه العربية وضعف العلوم. مشيرا إلى أن 5 فقط من أصل كل تلميذ في الابتدائي يحصلون على شهادة الليسانس.
فضلا عن تقليص صلاحيات المعلم، والاهتمام بالبكالوريا، التي قال إن نتائجها لا تعكس مستوى الطالب، مستدلاّ بالتجربة التركية التي لا تخصّص إلا يوما واحدا لهذا الامتحان، والولايات المتّحدة التي لا تملك بكالوريا، بل تعتمد على لجنة متكوّنة من مختصّين توكل لها مهمّة تزكية التلميذ للانتقال إلى المرحلة الجامعية.
وتطرّق المتحدّث إلى مشكلة الرسوب، مؤكّدا أن 560 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنويا، كما انتقد ''تضخيم نتائج الامتحانات''، متسائلا: هل يعقل أن يتحصل تلميذ على معدل 18 في الفلسفة والأدب؟ كما دعا إلى إعادة النظر في مفهوم المدرسة الخاصة والاهتمام بالطفولة من خلال مرحلة التحضيري